أحد أصعب الأعوام في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان عام الحزن، الذي يُعرف أيضًا بعام 10 من البعثة النبوية، وذلك بسبب فقدانه لاثنين من أقرب الناس إليه، هما زوجته خديجة بنت خويلد وعمه أبو طالب.
خديجة، التي كانت له الدعم الأكبر في بداية الدعوة، توفيت في شهر رمضان من ذلك العام، لقد كانت لها دور كبير في تثبيته وتشجيعه على نشر الرسالة، حيث آمنت به منذ اللحظة الأولى.
كان لفقدانها أثر عميق على النبي، ليس فقط على المستوى الشخصي، بل أيضًا على مستوى الدعوة، حيث فقد دعمها المادي والمعنوي.
أما عمه أبو طالب، فقد كان الحامي له من أذى قريش، رغم عدم إيمانه بالدعوة، فلقد كان له مكانة كبيرة في المجتمع، وفقدانه وقتها جعل النبي أكثر عرضة للتهديدات والمضايقات من قريش، وبعد وفاته، ازدادت الضغوط على الرسول وأصحابه.
في هذا العام، واجه الرسول أيضًا تحديات أخرى، مثل ردود الفعل السلبية من قبائل مكة، مما جعله يفكر في الهجرة إلى أماكن أخرى، مثل الطائف، رغم أن رحلته هناك لم تُسفر عن نتائج إيجابية.
عام الحزن كان نقطة تحول في حياة النبي، حيث عكس معاناته وتحدياته كرسول، مما زاد من تصميمه على استكمال رسالته، رغم كل الصعوبات بفضل إيمانه القوي وعزيمته، استطاع تجاوز تلك الفترة العصيبة واستمرار الدعوة.